[تنشر هذه المادة ضمن ملف " الموجة الجديدة في الشعر السوري ( أثر الحرب )" انقر/يهنا لمواد الملف الكاملة]
وكانَ أن دُسْتُ بطرَفِ شرودي..
على جَمْعٍ من الحبق..
وتبسّمَ العطرُ المدهوشُ
في أوانِ الحلمِ ..
كنتُ في غايةِ البوحِ..
أتوالدُ كبياضٍ يكنّهُ الياسمين
لفسحاتِ البيوتِ ..
أمسكتُ ضفتيّ حتى لا أبتلّ بالسفوحِ..
تركتُ كلاماً بشفاه الكرزِ
واحةً تحلمُ بالوقت الأخضر..
وسرحتُ..
**
سرحتُ.. وإذْ
نُدَفُ السكينةِ تسّاقطُ في حِجْري..
مرساةً لليمام...
وكاهلي ينضبُ ..
وأسماءُ عشتارَ الحسنى..
تنصبُ أعراسَ اللوزِ
ربيعاً في خضابي..
**
ولأني سلالةُ الخطايا
في كَرْمِ الله..
سهوةُ العتمِ في بركِ الضوء..
سرحتُ..
مع الغيمِ المؤنثِ..
مع عِنانَ الترانيمِ...
أشفي تخومَ جدائلي..
من سماءٍ تشربُ
الأزرق الأرضي..
**
ولأني مولودُ الفجرِ
المتهمُ بالليلِ ..
سهوتُ ..
أتوارى ..
عن مُزاحِ الطينِ..
يرسمني شهوةً..
وأصدّقُ أني
الخاطرةُ العاريةُ
ترممُ حشمةَ المنامِ ..
في ليلةِ الأرقِ..
**
كالتائباتِ إلى العشقِ..
لهنَّ شكلُ انحنائي..
سرحتُ..
في شريكِ الرواية..
يقنعُ خصري بالثمر..
في غيرةِ تعبي من إسدالِ الجفن..
عند التجافي..
في قصدِ الهمسِ الرتيبِ
عند التداني..
في رعشاتِ صوتي..
تهدي بورَ المعاني..
مدائنَ للغزل..
سرحتُ..
عن غير قصدي..
فيكَ..
وتشاغلتُ
بفرحٍ عمدٍ..
وجمرٍ قليل..
.........................................................
على نحوٍ طارئ..
لمّا بين قهوتِك وطيشِ القذائف ..
طالعُك يتسكعُ.. في نبوءةٍ قليلةِ السّكَّر..
وسرّاً يتطاول المشيبُ على ملامحك..
تتوضأ برائحة أنثاكَ ..
حتى صلاتُك تبلغُ مرمى اللّعنات..
وتتسمّر كالقطّ الواقفِ على موتِه السّابعِ..
قانطاً .. مُرَّ التّعب..
**
لمّا في أرضكَ يطلقون سراحَ ابليس
ومن فرطِ جهنّم..
يهذي ريقُك بروائحِ الجنة..
على نحوٍ طارئ ..
كلُّ دواوينِ الغوايةِ تحضرُ
قِطافَ الأثر..
***
لمّا على حافةِ النّحيبِ
أنتَ مسخٌ يسأل البارَ.. الخمورَ
يأتيكَ ربُّكَ أرضيّاً..
يأخذُ سقوطُكَ شكلَ
الكؤوسِ المترنحةِ
من خربشة الحرام..
**
لمّا النّدى من مساكبِ الزهرِ يهطل..
يقولونَ
ماءٌ تحرّش..
يَبيتُ الفقرُ عشرينَ قبيلةً
في بيوتاتِ شِعرِك..
يقولونَ
قُربانٌ تناسَل..
***َ
لمّا تفيق واجداً إيّاكَ .. ذيلاً
عبداً لرأسٍ ليس رأسَك..
يُدليكَ من فتحة أنفِه..
عطاسَاً لفكرةٍ لا تشبهُك..
كيف تقنِعُ المرايا عندها..
أنّك لمّا يقولُكَ..
لستَ ذيلاً يترنح..؟
***
لمّا حالُك الـ ولّادةُ الهضاب..
تذوي في منعطف..
زارعاً أصابعَ تمسكُ الريحَ عنك..
وفي المنعطف التالي ..
أنت هرمٌ يحملُ جثة الطريق..
أنّى عدتَ.. متَّ..
من ضحكِ الجبال..
على جهلك
للخريطة..
***
لمّا يحنّ الترابُ إلى جذوركَ
تميلُ أسفلَكَ قليلاً..
حتى تعرّشَ أسافينُ الحفرِ نحو دماغك..
لا تقل إنّكَ أصلٌ من طين..
أنتَ مصلٌ أزلي..
لا بدّ للأرض كي تورقَ..
من أن تشتهيك..
***
لمّا شغفُ الحبرِ يسكنُ بناتِ شرودِكَ
والرؤيا تشعلُ ظلّ يدكَ فوق الورق..
يلزمكَ حدسُ الاصابع الخضراء..
كي لا تفرَّ طقوسُ العشبِ
من مواسمك..
…………………………
أرق ممنوع من الصرف..
ماذا لو..
امتلأنا بكاملِ جيوبنا المثقوبةِ.. ضحكاً
أين قد تفرُّ الضحكاتُ من رصاص فواصل الطريق..
وأحدٌ لم يبنِ ملاجئَ للفرح؟
ماذا لو..
كسرنا فناجينَ الحظّ .. واعتقلنا العرّافة..
هل نتجنّبُ مكرَ الأحاديثِ القادمة؟
ماذا لو..
دبّت القطيعةُ بين الأفعال والأسماء والحروف..
أيُّ محكمةٍ تصدِّقُ أننا..
غيرُ متورّطين حتى رؤوسِ أصابعنا في شقلبةِ اللغة؟
ماذا لو..
حرّكنا الكهرباءَ الساكنة بملعقة خشبٍ..
صالحةٍ لتحريكِ السكون
فلا يلتصقُ..في أسفلِ بوحنا..
هل نقدر على هشّ الشحناتِ السالبة
فلا تعلقُ..في حضورِنا الغارقِ بالذهول..
حتى أخمصِ الشكّ.؟
ماذا لو ..
استسهلنا الكبواتِ الشتويةَ..
هل يستفزّنا مشهدُ مؤخرات الأشياءِ
عـُلِّقَتْ
كلوحةٍ بنصف كمّ..
أعلى الثلجِ .. أسفلَ الحقيقة؟
ماذا لو..
لم تفق بياضُ الثلج من قبلةِ الأمير..
هل سنفرح بنهايةِ قصةٍ..
تتناسلُ الفرحَ بحبكةٍ شاعريةٍ..
أم نركنُ المراثيَ على حافة الحكاية..
ونشركُ المجازَ في دفنِ الأميرة؟
ماذا لو..
حرَدَتِ الشمسُ..
وأصابتنا لعنةُ الأسعارِ في سوق الظلال..
أيُّ حائطٍ متفائلٍ يرضى..
بلوحةٍ لا ترقصُ فيها بحّةُ الأصفر؟
ماذا لو..
كانتِ الأرضُ مستطيلةً..
والتاريخُ فضفاضٌ بين طولٍ وعرض...
هل يستقيلُ دورانُ التّكوين
ويتفرّغُ لعدِّ الأضلاعِ والزّوايا؟
ماذا لو..
علّقنا عيوننا وراء الأذنين كالمرايا الخلفية..
هل نشهد ميلادَ طعناتِ الأمام..
وننحني إلى الخلف.. بظهورَ مبلّلةٍ بالكسور؟
ماذا لو ..
قضمنا الشتيمةَ بضرس العقلِ..
هل تُصابُ البذاءةُ بتسوّسِ الأفكار؟
ماذا لو..
انكسر القلمُ في منعطفِ الحبكةِ..
هل يَعقِدُ المشهدُ خرساً على خرسٍ..
ويشتكي الحبرُ ببلاهةٍ..
سوءَ الإخراج؟
ماذا لو..
أُ ُصِبنا بالسّكتةِ الشّعرية..
وعدنا للوراء مقدارَ جملةٍ معترضة..
هل تقفُ علاماتُ التّرقيمِ دقيقةَ رثاءٍ
نخبَ غيابنا؟
ماذا لو..
كان كلُّ ما كتبتُه سهوةَ قلمٍ مصابٍ برهابِ الأسئلة..
هل يمنعُني تناحرُ وجهاتِ الجوابِ..
من متابعةِ الأرق؟
.....................................